منتدى حدوته
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حدوته

منتــــــــــ حدوته ـــــــــــــدى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاصفة الصحراء
المشرفون
المشرفون
عاصفة الصحراء


ذكر
عدد الرسائل : 121
العمر : 30
انت فين دلوقتى : تايه فى الصحراء
شغال ايه : جعلونى مذاكراً
الاوسمه : موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم 1187177599
الدولة : موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم 3dflag10
المزاج : موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم 5510
تاريخ التسجيل : 09/07/2010

موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم   موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 3:18 pm


اولا العجاز العلمى
فى الانسان
كتاب معجزة خلق الإنسان
بقلم الكتاب التركي هارون يحيى
المدخل : يعد جسم الإنسان أعقد آلة وأعقد جهاز على سطح الأرض، فنحن ـ طوال
حياتنا ـ نرى بهذا الجسم ونسمع ونتنفس ونمشي ونركض ونتذوق طعم اللذائذ .
ويملك هذا الجسم ـ بعظامه وعضلاته وشرايينه وأوردته وبأعضائه الداخلية ـ
نظاماً وتخطيطاً دقيقاً، وكلما نزلنا إلى التفصيلات الدقيقة لهذا النظام
ولهذا التخطيط قابلتنا حقائق مدهشة . وعلى الرغم من الاختلاف الذي يبدو
للوهلة الأولى بين الأقسام والأجزاء المختلفة للجسم فإنها تتكون جميعها من
اللبنة نفسها، ألا وهي الخلية .
يتركب كل شيء في جسمنا من الخلايا التي يقارب حجم كل واحدة منها جزءاً من
ألف جزء من المليمتر المكعب، فمن مجموعة معينة من هذه الخلايا تتكون
عظامنا، ومن مجموعات أخرى تتكون أعصابنا وكبدنا والبنية الداخلية لمعدتنا
وجلدنا وطبقات عدسات عيوننا . وتملك هذه الخلايا الخواص والصفات الضرورية
من ناحية الشكل والحجم والعدد لأي عضو تقوم بتشكيله هذه الخلايا في أي قسم
من أقسام الجسم .
فمتى وكيف ظهرت هذه الخلايا التي تكلفت بالقيام بكل هذه المهمات والوظائف
المختلفة ؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستسوقنا إلى ساحة مملوءة بالمعجزات
في ذرة منها . إن خلايا جسمك البالغ عددها مئة تريليون خلية قد نشأت
وتكاثرت من خلية واحدة فقط، وهذه الخلية الواحدة ( التي تملك نفس خصائص
خلايا جسمك الأخرى ) هي الخلية الناتجة عن اتحاد خلية بويضة والدتك مع خلية
نطفة والدك .
لقد ذكر الله تعالى في القرآن أن معجزات خلقه في السماوات والأرض وفي
الأحياء نماذج من الأدلة على وجوده وعلى عظمته، ومن أهم هذه الأدلة هذا
الدليل الذي ذكرناه، أي المعجزة الموجودة في خلق الإنسان نفسه.
كثيراً ما توجه آيات القرآن نظر الإنسان لكي يلتفت ويتمعن ويتأمل في خلقه
ونفسه : كيف وجد وكيف خلق، ما هي المراحل التي مر بها بالتفصيل، ومن هذه
الآيات قوله تعالى :نحن خلقناكم فلولا تصدقون ..
لقد تجمعت خلاصة ولب جسم الإنسان ( المتكون من ستين أو سبعين كيلوغراماً من
اللحم والعظم ) في البداية في قطرة ماء واحدة . ولاشك أن تطور البنية
المعقدة لجسم الإنسان ( الذي يملك عقلاً وسمعاً وبصراً .. ) من قطرة واحدة
شيء محير وغير عادي .
ومما لا ريب فيه أن مثل هذا التطور والتحول والنمو لم يكن نتيجة مراحل
عشوائية ولا حصيلة مصادفات عمياء، بل كان أثراً لعملية خلق واعية وفي غاية
الروعة .
سيقوم هذا الكتاب بشرح تفصيلات معجزة خلق الإنسان، وهي معجزة مستمرة
ومتكررة مع كل إنسان على وجه هذه الأرض . ومن الضروري بيان أن التفصيلات
المقدمة في هذا الكتاب حول خلق الإنسان لا تشكل إلا جزءاً فقط من تفصيلات
هذا الخلق المعجز .ولكن ما ورد في هذا الكتاب يكفي لكي يدرك الإنسان القدرة
اللانهائية للخالق وعلمه اللانهائي المحيط بالكون، وهو يكفي لتذكير الناس
أجمعين بأن الله تعالى هو أحسن الخالقين .

قال تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ
الْإِنسَانِ مِن طِينٍ {7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء
مَّهِينٍ {8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ {9}
(السجدة).
.
النظام المعجز المخلوق لحياة جديدة :
لا يمكن للإنسان المحافظة على حياته على وجه هذه الأرض إلا بعمل دقيق لنظام
التناسل . ولأنظمة التناسل الموجودة في جسم المرأة وفي جسم الرجل آليات
مختلفة في العمل، غير أن هذه الآليات المختلفة يكمل بعضها بعضاً بتناسق
وبدقة ؟ أي أنها تعمل ضمن إطار نظام متكامل، وفي النتيجة يأتي مخلوق جديد
إلى الدنيا . أي أن تكوين الإنسان وإخراجه من إنسانين مختلفين ومن جسدين
مختلفين ومن جوهرين مختلفين يعد من أعظم المعجزات المتحققة .. وهي معجزة
خلق الإنسان .
ولكي تتحقق هذه المعجزة فإن التحضيرات اللازمة والضرورية تكون قد بدأت في
جسم الإنسان قبل سنوات عديدة، لذا كان لا بد أولاً من تحول الخلايا
التناسلية في جسم الرجل وفي جسم المرأة إلى طور فعال . وتستكمل هذه
الفعاليات عند كل إنسان فيما يعرف ب" طور البلوغ " ولا شك أن النظام
الهرموني هو أهم عنصر في تأمين الاتصال بين الخلايا، وهذا النظام يقع تحت
إشراف وسيطرة الدماغ .
لقد جعل الله تعالى جميع أنشطة وفعاليات النمو والتطوير في جسم الإنسان تحت
نظم يسيطر عليها الدماغ، فالدماغ يقيم جميع الرسائل الآتية من مختلف أعضاء
الجسم ثم يرسل أنسب الأجوبة وبأقصر وقت إلى الأماكن المناسبة، وهو يستخدم
النظام الهرموني كوسيلة في التخابر وفي الاتصال . لقد خلق الله تعالى
نظاماً وشبكة بريدية في غاية الروعة وتقوم جزيئات الهرمونات بوظيفة ساعي
البريد، فكما يقوم ساعي البريد بالتجول في جميع أنحاء المدينة ناقلاً
الرسائل إلى الأماكن المطلوبة، كذلك تقوم الهرمونات بنقل الأوامر الصادرة
من الدماغ إلى الخلايا ذات العلاقة . وهكذا تتم في الجسم جميع الفعاليات
الضرورية لحياة الإنسان .
ولكن يجب ألا ننسى هنا أن الهرمونات لا تملك وعياً كما يملكه الإنسان، ولا
تملك شعوراً ولا إدراكاً لكي تقوم بتعين الاتجاهات ومعرفة ما تحمله ولمن
تحمله، فهي لم تتلق أي تدريب في هذا المجال ولم تملك هذه القابلية بعد
سنوات من المران ومن التجارب .
فالهرمونات ( التي نطلق عليها اسم " سعادة البريد " عبارة عن جزيئات معقدة
جداً لا يمكن شرحها إلا بمعادلات ورموز كيميائية معقدة .
إن قيام جزيء الهرمون بمعرفة ما تحمله من رسائل وإلى أي خلية تحملها،
ومواصلة سيرها في الظلام الدامس للجسم (الذي يكبرها بمليارات المرات ) دون
أن تضل طريقها، ثم قيامها بتنفيذ هذه الوظيفة على أحسن وجه ودون أي قصور،
هذا كله عمل خارق ومعجزة مدهشة . ويكفي هذا المثال فقط لمعرفة مدى كمال
وروعة الأنظمة التي أودعها الله تعالى في جسم الإنسان .
تبدأ فعاليات هذا النظام الهرموني في العادة لدى الإنسان وهولا يزال جنيناً
في رحم أمه، وتستمر حتى لحظة وفاته . والغدد التناسلية هي من الأعضاء التي
تشرع في إبداء الفعاليات نتيجة تأثير الهرمونات . غير أن إفرازات
الهرمونات المتعلقة بالغدد التناسلية تبدأ عند مرحلة البلوغ، وذلك خلافاً
للهرمونات الأخرى . وعند مرحلة البلوغ يبدأ " الهايبوثولاموس " ويدعى
بالعربية " ما تحت السرير البصري " الموجود في الدماغ ( والذي يعد مدير
النظام الهرموني ) بإرسال الأوامر إلى الغدد النخامية ( وهي من الغدد
المرتبطة به ) لكي تصدر أوامرها المحفزة للأعضاء التناسلية .
من المفيد هنا الإشارة إلى معجزة أخرى، إن الهايبوثالامس((Hypothalamusيكون
على علم بما يجري في جسم الإنسان فهو يعرف ـ مثلاً ـ العمر الذي وصل إليه
الإنسان
موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم P11
يشاهد في هذه الصورة الهايبوثالاموس ( ما تحت السرير البصري ) الذي يعد
رئيس النظام الهرموني، وموقعه في الدماغ بالنسبة إلى المراكز الأخرى
وهل تم استكمال جميع الشروط المادية المواتية لبدء النظام التناسلي أولا،
وهو يتصرف في ضوء هذه المعلومات . وبتعبير آخر فإنه يقوم بحساب العمر،
وعندما يدرك أن ذلك الشخص قد وصل إلى مرحلة البلوغ يقوم بإصدار الأوامر
الضرورية لغدد الإفرازات الأخرى، أي يقوم بإرسال الرسائل (أي الهرمونات )
الضرورية إلى الأعضاء التناسلية في أنسب الأوقات، فتتحقق بذلك التحولات
والتطورات الضرورية لحفظ نسل الإنسان .
ولا يقوم الهايبوثالامسبهذا لدى إنسان واحد، بل يقوم هذا العضو الموجود لدى
مليارات الأفراد الموجودين حالياً ولدى الذين عاشوا من قبل بإنجاز هذه
المهمة بكل دقة وكفاءة .
ولا شك أن كون قطعة من اللحم بحجم بضعة سنتمترات مكعبة على وعي بالزمن
وقيامها بتعبيرات معينة حسب السنوات المنصرمة أمر غريب يستدعي الوقوف عنده
والتفكير به .
فكيف يقوم الهايبوثالامسبمثل هذا الحساب ؟ أهناك من يقوم بتعليمه بما يجب
عليه علمه، أم أنه قد أكتشف هذا الأمر بنفسه ؟ كيف عرف ـ يا ترى ـ بأنه من
الضروري نمو وتطوير الغدد التناسلية لاستمرار نسل الإنسان ؟ وكيف حسب الزمن
المناسب والملائم الذي يجب فيه البدء بإفراز الهرمونات ؟ وكيف يستطيع
معرفة الهرمون المعين الذي يقوم بتحفيز النظام التناسلي في ذلك الوقت
الملائم من بين الهرمونات العديدة التي يقوم الجسم بإفرازها ؟ وهل الخطط
المستقبلية التي يقوم بوضعها والتدبيرات التي يتخذها في هذا الخصوص راجعة
إلى رؤيته المستقبلية البعيدة المدى ؟
ولماذا ينتظر حتى يصل جسم الإنسان إلى الوضع المناسب من الناحية
الفسيولوجية للتناسل ،وليس قبل هذا أو بعد هذا ؟ إن القدر التي تدير كتلة
اللحم الصغيرة هذه التي لا تملك لا سمعاً ولا بصراً ولا عقلاً والتي تتصرف
وكأنها كائن عاقل ... إن هذه القدرة قدرة عظيمة تجاوز كل خيالنا وتعلو عليه
،وهي قدرة لا مثيل لها ولا ندّ.
ليست المصادفات ولا أي قوة أو مصدر آخر هو الذي يحيط الهايبوثالامسعلماً
بالزمن وبمروره، إن الله تعالى هو المدبر لكل هذا، وهو الذي يهب هذا العضو
كل هذه القابليات والخواص، أي هو الذي يلهم هذه الكتلة الصغيرة من اللحم ما
يجب عليها عمله، وهو يخبرنا في كتابه العزيز : (لا يَحِلُّ ل(كلمة خطا )
النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ
أَعْجَب(كلمة خطا )حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (الأحزاب:52)
لذا فمن المفيد أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار عند قراءة المواضيع التي
سنتناولها في الصفحات القادمة .

الهرمونات التي تستطيع تمييز الجنس :
يقوم الهايبوثالامس( ما تحت السرير البصري ) بالخطوة الأولى في افتتاح
مرحلة البلوغ لدى الرجل ولدى المرأة بإرسال هرمون
جونادوتروبين(ganadotropins) إلى الغدد النخامية عن طريق الدم، فتبدأ هذه
الغدد بإفراز الهرمونات المحفزة للأعضاء التناسلية حسب الأوامر الصادرة من
الهايبوتولاموس ،وهذه الهرمونات هي هرمونLHوهرمون FSHويتم إفراز هذين
الهرمونين في الرجل وفي المرأة على السواء، غير أن تأثيرهما يكون مخلفاً
فيهما[1]

موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم Clip
على الرغم من إفراز الهرمونات نفسها في الرجال وفي النساء فإن كون تأثيرهما
مختلفاً اختلافاً كبيراً فيما بينهما يدعو إلى الدهشة، فمثلاً الهرمون
المسمى FSHهو الهرمون المسؤول عن ظهور وتكوين البويضة في النساء بينما يكون
الهرمون نفسه هو المسؤول عن تكوين الحيوانات المنوية في الرجال ! أما
هرمون LHفهو الهرمون المسؤول عن جعل بويضة المرأة في حالة حرة، كما يساعد
على إفراز هرمون البروجستيرونprogesteroneالذي يهيئ رحم المرأة لاستقبال
الجنين . ولكن الهرمون نفسه يقوم بمهمة مختلفة جداً عند الرجال، لأنه يقوم
بتحفيز الخلايا لإفرازهرمون تستوسيرون(testosterone )، وهو الهرمون الذي
يساعد على ظهور خواص الرجولة وتكوين الحيوانات المنوية أيضاً .
ولا شك أنه من المثير أن تكون لنفس الهرمونات تأثيرات مختلفة في الأجسام
المختلفة .
عندما يتم إفراز هرمون في جسد رجل يعلم هذا الهرمون أن هذه الخلايا تعود
لرجل ،ويقوم بعمل تغييرات حسب هذا العلم مثلاً يؤدي هذا الهرمون إلى زيادة
العضلات في جسد الرجل وغلظ الصوت ونمو اللحية . والهرمون نفسه والذي يفرز
نتيجة التفاعلات الكيماوية نفسها نراه يقوم بتأثيرات مختلفة في جسد المرأة،
بل مضادة تقريباً لتأثيراته في جسم الرجل، فهو يعطي صوت الرجل للرجل وصوت
المرأة للمرأة ويتسبب في نمو الجسد حسب تغير الجنس . فإذا كان بمقدور
الهرمون التمييز بين جسد المرأة وجسد الرجل فمعنى هذا أنه على علم بكيمياء
جسد الرجل وبكيمياء جسد المرأة ويعلم تشريح هذين الجسدين، وهذا يستوجب أن
يكون صاحب عقل ومتدرباً أيضاً !.
إن معظم الناس لا يملكون أي معلومات حول الهرمونات المؤثرة في جسد الرجل
وفي جسد المرأة، ولا حول العلاقات أو الفعاليات المختلفة الجارية فيهما ولا
كيفية جريان هذه الفعاليات، وهم لا يعلمون شيئاً عن سلسلة القيادة وسلسلة
الأوامر الصادرة ولا عن الرسائل العديدة الصادرة والواردة، ولا يعلمون أن
نمو الجسم وتطوره مرتبط بهذه الرسائل العديدة الصادرة والواردة، ولا يعلمون
أن نمو الجسم وتطوره مرتبط بهذه الأوامر الصادرة، ولا يدركون أن أي خلل ـ
مهما كان ضئيلاً ـ في هذه المنظومات يؤدي إلى مشكلات حياتية كبيرة، وإضافة
إلى هذا فهم لا يملكون أي سلطة أو قدرة في آلية هذه المنظومة وانسيابية
عملها .
وهذا شيء طبيعي جداً لمن لم يتلق تعليماً خاصاً في هذا الموضوع، ولكن الشيء
الغريب والشيء غير الطبيعي أن تكون لمجموعة من الجزيئات مثل هذا العلم
وهذه المعلومات وهذه المعرفة الواسعة ؟
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو : من أين تملك الهرمونات (التي أدرجنا
تركيبها الكيماوي هنا ) علم الكيمياء؟ ثم إنها لا تقتصر على معرفة كيمياء
جسم الإنسان وحل رموزه ب لهي تتصرف وكأنها عالم كيمياء، فتصل إلى الأجزاء
الضرورية في الجسم كما تقوم بتوجيه الخلايا الأخرى وتحفيزها لإنتاج
الهرمونات اللازمة عند الضرورة . فكيف ملكت مجموعات الجزيئات هذه (
المحرومة من الشعور والإدراك ) مثل هذا العقل القادر على إنجاز كل هذه
الأمور ؟ من الواضح أن مثل هذا العقل لا يعود طبعاً إلى هذه المجموعة من
الجزيئات التي نطلق عليها اسم " الهرمونات " والحقيقة لا شك فيها أن مثل
هذا النظام لم يظهر نتيجة المصادفات أو نتيجة تأثيرات وعوامل أخرى .
يوجد تفسير واحد فقط لهذا الوضع الخارق وغير الاعتيادي، وهو أن هذا التعيير
والتضبيط والتنظيم البيوكيمياوي الخاص في جسد الرجل والمرأة يشير إلى وجود
تخطيط وتصميم وتخطيط واعٍ ومقصود، وهذا التصميم وهذا التخطيط يعود إلى
الله تعالى وإلى علمه اللانهائي ومهمة الإنسان ـ في هذا المجال ـ في
التفكير بعمق وتأمل هذا الفن الرفيع والباهر والاستسلام لربه الذي يحكم كل
شيء في هذا الوجود .

نمو الخلايا التناسلية :
توجد أعداد معينة من " الإنسان الألي" ( الروبوت ) في كل مصنع يقوم بإنتاج
الأجهزة والآلات التكنولوجية وجميع الأنظمة الكومبيوترية ونظم تشغيل هذه
الربوتات وجميع المعلومات الضرورية للإنتاج موجودة في مركز السيطرة لهذا
المصنع طول فترة الإنتاج، ومركز السيطرة هذا يشبه بنك معلومات خزنت فيه
جميع المعلومات الضرورية حول مراحل الإنتاج والسيطرة النوعية وحول كيفية
تعويض الخسائر ). فإن قمنا بتشبيه جسم الإنسان بمثل هذا المصنع (وهو ـ في
الحقيقة ـ أكثر المصانع الموجودة على سطح الأرض دقة وأكثرها تعقيداً)
نستطيع أن نقول إن جميع المعلومات الضرورية لإدارة عمل هذا المصنع موجودة
ومخبوءة في جزئية DNAوالتي تعين جميع خواص ذلك الإنسان في المستقبل مودعة
في هذه الجزيئات والإنسان لا يزال عبارة عن بويضة ملقحة حديثاً، أي أن هذه
المعلومات والخواص المتعلقة بالإنسان (بدءاً من لون العين إلى طول القامة
إلى جميع الأمراض التي يكون قابلاً للإصابة بها في المستقبل ) كل هذه
المعلومات محفوظة بعناية في جزء صغير من بدن الإنسان لا يمكن رؤيته إلا
بالمجهر الإلكتروني .
وجزيئات DNAموجودة في نواة كل خلية من خلايا جسمنا والبالغ عددها مئة
ترليون خلية . ويبلغ متوسط قطر الخلية عشرة ميكرونات ( الميكرون يساوي
وحداً من الألف من المليمتر ) . فإذا علمنا هذا دهشنا كيف أن معلومات غزيرة
وكثيرة جداً قد سُجلت وخزنت في مثل هذا الحيز الصغير جداً . فإن شبهنا الـ
DNA( الذي يضمن دوام الكائن الحي ضمن تخطيط وبرمجة معينة) بدائرة معارف
ستكون الكروموسومات هي مجلدات وأجزاء دائرة المعارف هذه .
تتخذ الكروموسومات أماكنها في جزيئة DNAأزواجاً أزواجاً، وهذا أمر مهم، ففي
مرحلة خلق كل إنسان يأتي نصف هذه الكروموسومات من الأب والنصف الآخر من
الأم . والكروموسومات الآتية من الأم ( وعددها 23 كروموسوماً ) تشكل
أزواجاً مع الكروسومات الآتية من الأب (وعددها 23 كروموسوماً أيضاً ) .
أي أن الكروموسومات الموجودة في نواة خلية كل إنسان ( والبالغ عددها 46
كروموسوماً ) تشكل 23 زوجاً من الكروموسومات . غير أن للكروسوم الثالث
والعشرين وضعاً خاصاً، فغالباً ما يشار إلى الكروموسوم الثالث والعشرين
إيما بإشارة Yأو بإشارة Xففي الرجال يكون أحد الكروموسومين في الزوج الثالث
والعشرين من نوع Yوالثاني من نوع Xأما في النساء فكلا الكروموسومين في
الزوج الثالث والعشرين من نوع XXوهنا يرد إلى الخاطر هذا السؤال : بما أن
عدد الكروموسومات في كل خلية من خلايا كل إنسان هو 46 كروموسوماً فكيف يكون
عدد كروموسومات الطفل الآتي إلى الدنيا من اتحاد خلايا الرجل مع خلايا
المرأة 46 كروموسوماً أيضاً؟ فقد كان من المتوقع أن يكون عدد كروموسومات
الطفل الوليد (الذي أخذ 46 كروموسوماً من والده و46كروموسوماً من والدته )
92 كروموسوماً، أي يكون مخلوقاً شاذاً وغير اعتيادي . غير ان هذا لا يحدث !
إذن كيف يكون للطفل الوليد 46 كروموسوماً ؟
إن الإجابة على هذا السؤال تعرف أمام الأنظار معجزة أخرى من معجزات الخالق
وتتم في خلايا الجسم نوعان من الانقسام أحدهماالانقسام المتساوي أي انقسام
الخلية غير المباشر، وهو يتم في جميع خلايا الجسم، ولا يحصل أي تغيير في
عدد الكروموسومات في الخلايا نتيجة هذا الانقسام ،كما لا يحصل أي تغيير أو
تشويه في الخلايا الجديدة حيث تكون كلها متشابهة. ومن المفيد هنا الإشارة
إلى نقطة معينة : فلو كانت الخلايا التناسلية تنقسم بهذا الشكل لما كان من
الممكن أن يبقى نسل الإنسان إنساناً، لأن مجيء 46 كروموسوماً، مما يتسبب في
تخريب بنية الطفل تماماً. غير أن التصميم المدهش الموجود في أجسامنا يحول
دون ذلك، لأن للانقسام الذي يحدث في أثناء تكوين الخلايا التناسلية ( والذي
يسمى : " الانقسام التناسلي " أو " الانقسام المنصف " ) كيفية مختلفة .
ففي هذا الانقسام ينزل عدد الكروموسومات في الخلايا التناسلية من 46
كروموسوماً
موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم Yaratilis160



يظهر في هذه الصورة الكيفية التي يتم من خلالها تكون النطاف
إلى 23 كروموسوماً . ولا تعد الخلايا التناسلية خلايا ناضجة إلا بعد إكمال
هذه الانقسامات، فهناك آلية خاصة في جسم الرجل وفي جسم المرأة تكمل إنضاج
هذه الخلايا التناسلية ثم تعدها لرحلة صعبة . فالخلايا التي ينتجها النظام
التناسلي عند الرجل تكون مهيأة تماماً للخلايا التي ينتجها النظام التناسلي
عند المرأة مع أن هذين النظامين يختلفان عن بعضهما البعض من وجوه عديدة
ولا علم لأحدهما عن الآخر .
سنتناول تفصيلات هذا الموضوع في الصفحات القادمة، غير أن هنا نقطة هامة يجب
الالتفات إليها، فمن اللحظة الأولى التي تبدأ فيها الخلايا التناسلية
بالانقسام تتحرك ضمن سيطرة ورقابة معينة بعيداً عن أي تسيب أو عشوائية .
فالخلايا تقوم بالانقسامات الضرورية وتكون قد حصلت على الأعداد المناسبة
للكروموسومات، أي لا يوجد هنا أي تغير في سلسلة الأحداث والفعاليات ولا أي
نقص ،فكل الأعضاء وكل الخلايا التي تكون هذه الأعضاء وكل الأجزاء التي تكون
هذه الخلايا تعمل بانسجام وتوافق دقيقين، وبالاضافة إلى هذا فإن جزيئات
الهرمونات والإنزيمات ( التي تعلب دوراً مهماً في تحقيق وتنفيذ الفعاليات
المختلفة في الجسم ) والذرات ( التي تشكل وتكون هذه الجزيئات ) تعمل بوساطة
منظومة دقيقة متى تبدأ بفعالياتها وأي تأثير يجب إجراؤه في أي عضو . ولا
شك أن وجود مثل هذا التناغم والانسجام بين الخلايا والإنزيمات والهرمونات،
وبالاختصار بين أجزاء الجسم وأقسامه، أمر يدعو إلى التأمل وإلى التفكير .
إن قيام جزيئات والذرات المكونة لها بوضع تصميم معين، والتصرف حسب هذا
التصميم وقيام بعضها بإصدار الأوامر وأتباع بعضها الآخر لهذه الأوامر
وفهمها لها وتطبيقها حرفياً .....
كل هذا أمر خارق لا يمكن ظهوره مصادفة، كما أن تحقق هذا الأمر في أجساد
مليارات الناس الذين عاشوا حتى الآن والذين يعيشون حالياً وتحقق هذا
الانسجام والتلاؤم دون نقص أو قصور يزيد من درجة خارقية هذا الأمر . ولا شك
أنه من الواضح أن المصادفات العشوائية لا يمكن أن تقوم بمنح الخلايا
الصغيرة ( التي لا ترى بالعين المجردة والتي تتألف منها أجسامنا ) ومنح
الهرمونات والإنزيمات التي تنتج هذه الخلايا كل هذه الصفات والخواص، لأن
هذا الأمر يحتاج إلى عقل وإدراك وشعور خارق وغير اعتيادي . وغني عن البيان
فإن كل مرحلة من مراحل النظم الرائعة التي تعمل في جسم الإنسان وكل جزء من
أجزاء هذه النظم يحتاج في حركته وفعاليته إلى قدرة عقل لا مثيل له يتجاوز
حدود المدارك البشرية .
هذا العقل والعلم النهائي يعود إلى الله تعالى خالق الكون بأجمعه وبكل
تفصيلاته الدقيقة والله تعالى يقرر لنا في كتابه العظيم أنه لا خالق سواه :

(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ
وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا
الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ
إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا
يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255).

الجيش الخاص المتوجه نحو الهدف
تصور جيشاً ضخماً مؤلفاً من ملايين الجنود، جيش يتقدم نحو هدف ولا يبالي
بطول الطريق ولا بالعقبات الكبيرة أمامه ولا بالمخاطر المميتة التي تواجهه
في تقدمه هذا، وليكن طول الطريق الذي يجب قطعه يزيد بمئات الآلآف من المرات
على حجم أفراده، لا شك أن مثل هذا الجيش اللجب يحتاج ـ وهو في هذا الطريق
الصعب أمامه ـ إلى مساعدين وإلى أدوات وإلى تجهيزات إضافية . هذا الجيش
الذي يبلغ تعداده 300 مليون حيوان منوي في القذفة الواحدة وليس في جسم
الرجل حيث يبلغ حجم السائل 3.5 مل وكل مل يحتوي من 50 إلى 100 حيوان منوي
،وأفراد هذا الجيش هم " النطف " أو (الحوينات ) أي الحيوانات المنوية ) .
يبلغ طول كل حوين واحداً بالمئة من المليمتر الواحد، وهو يضطر لقطع طريق
طويل للوصول إلى هدفه، أي إلى البويضة .
تستطيع ألف نطفة من بين 300 مليون نطفة النجاح في الوصول إلى البويضة، ومن
هذا الألف تنجح نطفة واحدة فقط في كسب مباراة السباق هذه فتقوم بإخصاب
البويضة وقبل بدء النطف في الاشتراك في هذا السباق تعبر مراحل النضوج من
خلال سفرة طويلة في الأعضاء التناسلية للرجل، مع وجود مساعدين عديدين لها
وهي تعبر مراحل النضوج هذه .

مراحل تكوين النطف :
من أجل إخصاب البويضة يتم تهيئة ما بين مئتين وثلاثمئة مليون خلية تقريباً
من الحُوينات وهذا العدد الكبير يلفت الانتباه، ولكن له سبباً مهماً، فكما
سنبين لاحقاً بالتفصيل، فإن عدداً كبيراً من هذه الحُوينات الداخلة إلى جسم
الأم يموت في الطريق، والعدد الذي ينجح يحول دون خطر فشل إخصاب البويضة .
موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم Clip_8
يتم إنتاج أفراد هذا الجيش الكبير من الحُوينات في عضو تناسلي في الرجال
وهو الخصية، غير أن هذه النطف المخلوقة في الخصيتين، والتي تمر بمراحل نمو
عديدة يجب أن تكون مصانة من الحرارة الزائدة، أي يجب أن يكون موضع إنتاجها
بارداً نوعاً ما . وحرارة جسم الإنسان الاعتيادية تبلغ 37 درجة مئوية . وهي
حرارة تهلك هذه النطف وتقضي عليها، لذا لا تستطيع هذه النطف العيش داخل
جسم الإنسان .
وميزة الخصيتين أنهما موجودتان خارج الجسم، وقد هيأ الله تعالى تصميماً
خاصاً لجسم الرجل ليكون أفضل بيئة لإنتاج هذه النطف .
تتكون الخصية من شبكة من القنوات، وبفضل هذه القنوات التي تملك مساحة واسعة
نسبياً يمكن إنتاج الحُوينات بسرعة وخزنها بسهولة . ويمكن معرفة الحكمة من
ضرورة الإنتاج السريع وخزن الإنتاج عندما نعلم أن العدد المطلوب لإخصاب
بويضة واحدة يتراوح بين مئتين وثلاثمئة مليون نطفة .
وإذا نظرنا إلى الخصيتين اللتين تعدان بمثابة مصانع نرى أن عدد هذه القنوات
يبلغ ألف قناة تقريباً، ومجموع أطوالها يبلغ 500 متر تقريباً، تدعى هذه
القنوات الصغيرة بالقنوات المنوية، ويبلغ الطول التقريبي لكل قناة خمسين
سنتمتراً، وتوجد فيها الخلايا التي تقوم بصنع الحوينات.[1]
تقع الخلايا الصانعة للنطف في جدار القنوات أو الأنابيب المنوية، وتتعرض
هذه الخلايا التي تبدأ بالتكاثر إلى نوعين من الانقسام : انقسام من النوع
الفتيلي ( الاعتيادي ) وانقسام من النوع المنصف ( وقد ذكرناهما سابقاً ) .
وكما ذكرنا في السابق فمن الضروري أن ينزل عدد الكروموسومات الموروثة من
الأب (قبل عملية الإخصاب ) إلى 23 كروموسوماً، أي إلى النصف، لذا يجب وقوع
انقسام من النوع المنصف في خلايا النطف .
تنشأ نيتجة هذه الانقسامات أربع خلايا ندعوها باسم " سبيرماتايد "(
spermatid ) غير ان هذه الخلايا لا تملك قابلية الاخصاب . ولكي تكتسب هذه
الخلايا ( وهي خلايا كروية الشكل تملك 23 كروموسوماً ) قابلية الإخصاب
فإنها تحتاج إلى عمليات تغيير جديدة .
لقد أخذت هذه الحاجات المهمة بعين الأعتبار في النظام التناسلي للذكر، لذا
وضعت مجموعة من الخلايا المساعدة لتطوير خلايا " سرتولي " ( sertoili cell)
في المكان المناسب . وبعد أسبوع أو أسبوعين من الانقسام تقوم هذه الخلايا
المساعدة ( واسمها " خلايا سارتولي " وهي تحيط بخلايا " سبارماتيد " بإعطاء
شكل جيدد وقوام جديد لخلايا " سبارماتيد " وفي نهاية مراحل هذا الانقسام
تزود النطفة بالتراكيب التي تجعلها نطفة بحق، ومنها الذيل والنواة واكروزوم
( Acrosom)المملوء بالإنزيمات في القسم الرأسي للنطفة[2] .
تتحقق جميع علميات إعطاء الشكل والقوام الجديد في الخلايا الموجودة في
القنوات، وهذا التي تملك أذرعاً طويلة ( وهي امتدادات سايتوبلازمية ) كبيرة
نوعاً ما .
وتقوم خلايا " سرتولي" باحتضان خلايا " سايتوبلازم " بقوة بواسطة أذرعها
وتغمرها ضمن ساريتوبلازمها، وهكذا يتم تأمين غذائها طوال فترة نموها
وتطورها كما تضعها تحت رقابتها الدائمة[3]
لا شك أن معجزة كبيرة تكمن في هذه العمليات التي قدمنا معلومات موجزة جداً
عنها، فالنطف التي تديم نسل الإنسان وخلايا " سارتولي " تتركب جميعها من
البروتينات ومن الأحماض الأمينية .و الآن لنفكر : أليس من الإعجاز قيام
خلايا " ستارتولي " التي لا تملك لا عقلاً ولا شعوراً ولا دماغاً بوقف
نفسها لتحقيق هذه الوظيفة ومثل هذا الهدف ؟ إن تحقيق هذا الحدث دليل واضح
على أنها منقادة لذي عقل وإرادة ثم إن وجود هذه الخلايا في الموضع المناسب
تماماً ( أي في القنوات المنوية التي تتطور فيها لنطف ) وتمتعها بالمواصفات
والخواص المناسب تماماً ( أي في القنوات المنوية التي تتطور فيها النطف )
وتمتها بالمواصفات والخواص المطلوبة تماماً ( مثلاً كونها بحجم أكبر من
خلايا (سبارماتيد) دليل واحد من ملايين الأدلة على كمال تصميم جسم الإنسان،
فقد وزع الله تعالى خلايا جسم الإنسان (البالغ عددها مئة تريليون خلية
تقريباً) كلاً في مكانها المناسب وأعطى كل واحد منها الصفات والخواص
الضرورية لعلمها ولوظيفتها وألهمها كيفية القيام بمهامها وبأعمالها . وهو
يخبرنا بهذا في القرآن الكريم فيقول :
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ
إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ). (هود:56).

نظام مترابط الأجزاء
ذكرنا في الصفحات السابقة دور خلايا " سارتولي " في تحويل خلايا "
سبارماتيد " إلى الحُوينات . فما التأثير المادي الذي يحفز هذه الخلايا
للحركة ويكفل تغذية خلايا " سبارماتيد " والسيطرة على نموها كهدف وكوظيفة
لها ؟
إن العامل المؤثر والذي يساعد على قيام هذه الخلايا بوظائفها هو هرمون يدعى
" فوليكل ستيميوليتنج " ( وسمه المختصر FSH)وهو أختصار لعبارة ( Follicle
Stimulating Hormone).
فهذا الهرمون الذي يتم إفرازه من الغدة النخامية يقوم بتنبيه خلايا
سارتولي، وفي حالة عدم إنتاج هذا الهرمون أو عدم وصوله إلى المكان المخصص
فلا يمك إنتاج وتوليد هذا الهرمون أوعدم وصوله إلى المكان المخصص فلا يمكن
إنتاج وتوليد الحُوينات .وعندما تتلقى خلايا " سارتولي " هذا التنبيه
والتحفيز تقوم بإفراز هرمون ضروري لتوليد الحُوينات هو هرمون الإستروجين .
وهناك نوع آخر من الخلايا تلعب دوراً مؤثراً في نمو الحُوينات وتطورها وهي
خلايا " لايدج " الموجودة بين القنوات المنوية، ومهمة هذه الخلايا هي
القيام بإفراز هرمون آخر يساعد على تطوير وتنمية النطف، وهو هرمون LHالذي
يتم إفرازه من نسيج الغدة النخامية والذي ينبه خلايا " لايدج " فتقوم
بتوليد هرمون التستسترون " وهو أهم هرمون في مجال تنمية الأعضاء التناسلية
وتنمية مختلف الغدد في هذه الأعضاء وفي ظهور صفت الرجولة وفي توليد
الحُوينات .
ولخلايا " سارتولي " مهمات أخرى مثل توليد وإنتاج البروتين، ويقوم هذا
البروتين بنقل هرمون الإستروجين وهرمون التستسرون إلى السائل الموجود في
القنوات المنوية
موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم Clip_12
نشاهد هنا مراحل نمو الحيامن في القنوات المنوية وتوجد الخلايا الجرثومية
الذكرية حول جدران القنوات المنوية وبانقسام هذه الخلايا تتحول إلى خلايا
تسمى (سيرماتيد ) وفي نهاية المراحل يتكون رأس وذنب الحيمن ) وبعد أنتهاء
هذه العمليات المعقدة يتم نمو الحيمن الذي يحمل جميع المعلومات المتعلقة
بذلك الشخص .
ولخلايا " لايدج " وظيفة ثانية، فهي تمد خلايا النطف بحاجتها من الطاقة
الضرورية من سكر الفركتوز (سنتناول في الفصول القادمة أهمية هذا الموضوع ) .

وكما رأينا فإن النظام الهرموني يقوم بعمله في النظام التتناسلي ضمن تنظيم
دقيق كدقة كدقة عمله في المناطق الأخرى من الجسم، فكل هرمون يعرف مضمون
الرسالة التي يحملها أي هرمون آخر ويقوم بما يجب عليه القيام به، فمثلاً
نرى أن الغدد النخامية الموجودة في الدماغ تعرف أنه قد آن الأوان المناسب
فتقوم بإرسال الأوامر إلى مختلف الخلايا الموجودة في الخصية، وتحيط الأنسجة
والأعضاء علماً بما يجب عليها جميعاً عمله . وهناك منطقة في الدماغ اسمها "
الهايبوتولاموس " تقوم بتحفيز الغدة النخامية للحركة والنشاط .
إن المرحلة الأولى من تكون الإنسان ونشأته مرتبطة بهذه المعلومات المنقولة
بواسطة الهرمونات ثم العمل بموجبها ؟ وكيف تنتجح في فهم البنية الكيمياوية
لبعضها البعض ؟ وكيف ومن أين تستطيع معرفة كيفية التأثير على هذه البنى ؟
لا شك أن قيام خلايا " سارتولي " وخلايا " لايدج " بالتعاون من أجل إنتاج
الحُوينات وتكوينها، وقيامها بنشاطات معينة حسب أوامر الغدة النخامية
البعيدة والمختلفة عنها، هذا كله أمر لا يمكن تفسيره بالمصادفات . ومن
المستحيل اكتساب الهرمونات مثل هذه الخواص نتيجة المصادفات المتعاقبة ضمن
شريط زمني لأن وقوع أي خلل في أي حلقة من حلقات هذا النظام سيؤدي إلى خلل
النظام بأكمله . فمثلاً إذا لم تفهم خلايا " سارتولي " الأوامر التي
أرسلتها الغدة النخامية بواسطة هرمون FSHولم تقوم بإفراز مادة الإستروجين
يصبح إنتاج الحُوينات مستحيلاً، وإذا لم تقم خلايا " لايدج " بإنجاز وظيفة
توفير الفركتوز أو لم توفره بشكل كاف فإن الحُوينات ـ على الرغم من نضوجها
من جميع النواحي ـ لن تجد الغذاء الضروري لها عند انتقالها إلى رحم الأم
وسوف تموت أو تعجز عن إخصاب البويضة لفشلها في الوصول إليها .
هذا الأمر يرينا حقيقة واضحة، وهي أن الله تعالى الذي يؤسس العلاقات بين
الأعضاء وبين الخلايا وهو الذي يلهم الغدة النخامية والهايبوتولاموس وخلايا
لايدج وسارتولي وكل عنصر أو عضو يساهم في تكوين الحوينات، ويجعل هذه الغدد
والخلايا والأعضاء يفهم أحدها لغة الآخر، فكل شيء يتحقق بأمره سبحانه
وتعالى .
البنى والتراكيب الأخرى المساعدة للنطف في بلوغ هدفها :

تكتسب خلايا الحُوينات ( الناضجة نوعاً ما ) قابلية الحركة وقابلية الإخصاب
في جزء من أجزاء النظام التناسلي يدعى " قناة ابيديدمس " (Epididymis
)وترتبط قناة ابيديدمس بشكل رخو مع القسم الخارجي للخصية، وهي منحنية
وطولها نحو ستة أمتار وقطره حوالي ملم واحد . ويخزن قسم من الحُوينات ( قبل
شروعها في رحلتها ) في هذه القناة لفترة من الوقت . وترتبط هذه القناة
بقناة تدعى " القناة الدافقة "حيث تخزن الحُوينات في هذه القناة مدة طويلة
دون أن تفقد قدرتها على الإخصاب، وعندما يحين الوقت تقذف هذه الحُوينات إلى
جسد المرأة وتبدأ برحلتها الطويلة للقاء البويضية وإخصابها . [4]

غير أن النطف تحتاج إلى مساعدين آخرين يعاونونها للبدء في عملية الإخصاب
ولتوفير حاجاتها في رحلتها الشاقة . وكذلك لبقائها حية .
أحد المعاونين لها في رحلتها الطويلة هو غدة البروستات . والثاني هو الغدد
الإفرازية في الأكياس المنوية الموجودة على طرفي البروستات . وتبدأ هذه
الغدد بوظيفتها هذه حالما تنتهي عملية إنتاج النطف، وتقوم بإنتاج سائل خاص
يرافق النطف في رحلتها .
يرافق هذا السائل الذي تفرزه البروستات النطف حالما تبدأ برحلتها، وهو
يحتوي على أيونات السيترات والكالسيوم والفوسفات، وعلى إنزيم "
فيبرونوليزين " ( وهو إنزيم للتخثر " إن الأعضاء التناسلية لدى المرأة
تحتوي على خليط كثيف من الحوامض التي تمنع تكاثر البكتريات، ولخليط الحوامض
هذا إضافة إلى كونه عائقاُ أمام حرية النطف تأثير مميت ومهلك للنطف، غير
أن للسائل الذي تفرزه البروستات تأثيراً مهدئاً وبفضله تستطيع النطف
السباحة بسهولة متوجهة نحو البويضة[5].
لنتوقف الآن قليلاً للتفكر والتأمل : إن غدة البروستات الموجودة في النظام
التناسلي للرجل تتصرف وكأنها تعرف طبيعة البيئة الموجودة في جسد المرأة، أي
أن غدة البروستات تعلم أن النطف سوف تصادف في خلال رحلتها بيئة حامضية
وتعلم أن النطف لا تستطيع العيش في تلك البيئة . وفوق هذا فهي تعرف كيفية
درء هذه المخاطر، لذا تقوم بإنتاج السائل الضروري لوقاية هذه النطف . لا شك
أن معجزة كبيرة يتم تحقيقها هنا، فليس في الإمكان القول بأن غدة إفرازية
في جسد الرجل على علم ببنية أخرى وبجسد آخر لا علاقة لها به، وأنها تتخذ
بنفسها وبقرارها الخاص جميع الاحتياطيات والتدابير اللازمة . فكروا معي !
إن الإنسان المدرك العاقل وصاحب الشعور والوعي والذي يملك حواس البصر
والسمع والذي يستطيع اتخاذ التدابير وحل المشاكل ومعالجة الصعوبات لا
يستطيع تخمين الأخطار التي سيواجهها في بيئة يجهلها ولا يعلم ظروفها، فلا
يستطيع القيام بالتخمين الصحيح لأخذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الأخطار،
ولكن غدة البروستات ( وهي كتلة من اللحم مؤلفة من خلايا ) تستطيع إنجاز
مثل هذا النجاح .
وكما هو واضح فإن من العبث الادعاء بأن غدة البروستات هي التي اتخذت قرارها
في هذا الشأن وهي التي نفذت هذا القرار، فالله تعالى هو الذي ألهم هذه
الغدة القيام بمثل هذه الوظيفة لأنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن جسد الرجل وعن
جسد المرأة، لأنه هو الذي خلقهما .
وبالإضافة إلى ذلك فإن غدة البروستات ليست الغدة الوحيدة في جسد الرجل التي
تفرز مواد حيوية لمساعدة النطف في رحلتها، لأن السائل الذي تفرزه الأكياس
المنوية ( الموجودة بجوار غدة البروستات ) سائل مهم لا يمكن للنطف
الاستغناء عنه في رحلتها الطويلة ويحتوي هذا السائل على كميات كبيرة من
الفركتوز وغيرها من المواد الغذائية وعلى كمية كبيرة من " البوستاجلاندين"
(prostaglandin ) و" الفيبرونوجين " .
يقوم الفركتوز والمواد الغذائية الأخرى بتغذية النطف منذ دخولها إلى جسد
المرأة وحتى قيامها بإخصاب البويضة، وتقوم مادة " البروستاكلاندين "
الموجودة في هذا السائل بمساعدة النطف من زوايا أخرى في الوصل إلى البويضة .
فإحدى وظائف هذه المادة هي الدخول في تفاعل مع الغشاء المخاطي الموجود في
قناة الرحم لتوفير جو صالح لحركة النطف، أما وظيفتها الثانية فهي تأمين
تقلص الرحم وقناة فالوب في اتجاه معاكس لتسهيل حركة النطف .
وهنا تظهر أمامنا حالة إعجازية مهمة، فالسائل الذي تفرزه غدة البروستات لا
يعرف فقط جسد الرجل الذي يتم إنتاجه فيه بل أيضاً بنية جسد المرأة بشكل
دقيق وتفصيلي، فهو يعرف مسبقاً أن تقلص قنوات فالوب في رحم المرأة يساعد
حركة النطف ويسهلها، لذلك فإنه، وبنظرة حكيمة ومستقبلية يضيف مادة "
البروستاكلاندين " الكيماوية إلى جسد المرأة ولنتصور ـ للحظة ـ أننا طلبنا
من أحد الكيميائيين تنفيذ هذه المهمة، فكيف كان سيتصرف ؟
كان سيقوم أولاً بفحص النطفة وتركيبها والبحث عن كيفية تحقيق الإخصاب وعن
الظروف التي تحتاجها عملية الإخصاب هذه إلخ .
ثم كان سيقوم بفحص جسد المرأة وهرموناتها والبويضة وقناة فالوب التي تنقل
البويضة إلى الرحم، ثم سيفحص الرحم وأنسجته ونظام الأعصاب الموجودة فيه
لمعرفة كيفية تحقيق عملية التقلص فيه، ثم سيحاول الاستفادة من درسته ومن
تجاربه التي استمرت عدة سنوات للعثور على المادة التي تملك مثل هذا
التأثير، ثم سيقوم بإجراء التجارب والبحث في الكتب للوصول إلى النسب
الصحيحة لاتحاد هذه المواد .
يحتاج الإنسان صاحب العقل والشعور إلى مثل هذه الدراسة الشاقة التي تحتاج
إلى وقت طويل وجهد كبير للوصول إلى بعض النجاح في هذا الأمر، أما الذي يقوم
حقيقة ـ بمثل هذا الإنتاج فليس عالم كيمياء صرف سنوات عديدة من عمره في
هذا المجال ليصبح مختصاً فيه، بل هي أعضاء وأنسجة تتألف من جزيئات وذرات لا
تملك شعوراً أو إدراكاً لذلك لا يمكننا القول بأنها تملك عقلاً ومعرفة
تفوق عقل ومعرفة الكيميائين أو أنها تعمل كل هذا بإرادتها . لا شك أن هذا
السائل المنتج في النظام التناسلي للرجل والمصمم لتوجيه النظام التناسلي
لدى المرأة ( وكذلك الخلايا المكونة له)، كل هذا مخلوق ـ لا شك ـ من قبل
الله تعالى.
من الواضح استحالة تكون وتشكل هذه الأنظمة المترابطة بعضها مع البعض الآخر
نتيجة المصادفات . وكل إنسان له شيء من عقل ومن إنصاف سيدرك فوراً بأن هذه
الحوادث الخارقة التي تحدث حالياً ( والتي حدثت سابقاً ) في أجساد
المليارات من الناس أثر ونتيجة لعلم ولقدرة لا نهائيتين، فيكون لله تعالى
وحده صاحب هذا العلم وهذه القدرة .
قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ
فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ)
الشورى:29
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الاعجاز العلمى فى القران الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حدوته :: القسم العام :: القسم العام-
انتقل الى: